«داعش» يلغي صلاة العيد في الموصل بدعوى أنها «بدعة»
كشفت مصادر مطلعة داخل مدينة الموصل عن أن تنظيم «داعش» منع صباح أمس صلاة العيد وزيارة المقابر في مدينة الموصل. وقالت المصادر لـ«الشرق الوسط» إن تنظيم «داعش» وصف صلاة العيد بـ«البدعة» وأنه «طالب الموصليين بنسيانها». وبينت أن التنظيم المتطرف لم يعلن عن العيد حتى ساعة متأخرة من مساء أول من أمس وطالب في بيان الأهالي بإكمال العدة، لكنه تراجع عن قراره ليعلن أمس أول أيام العيد.
بدوره، قال بشار كيكي، رئيس مجلس محافظة نينوى، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «(داعش) لم ينشر أي تعليمات رسمية حول منع صلاة العيد، وغير خطباء المساجد، وجاءوا بخطباء ومؤذنين تابعين له، لأنه يستخدم المساجد في نشر تعليماته».
وردا على خطوة «داعش», أوضح الشيخ علي الحكمي، عضو هيئة كبار العلماء في السعودية لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجماعة التي تزعم أن صلاة العيد بدعة، هم في الحقيقة جهلة بالدين؛ حيث إن أهل العلم لم يختلفوا على مشروعية صلاة العيد.. بعضهم قال واجبة، وآخرون قالوا سنة مؤكدة، وهي في النهاية محل إجماع». وقال الشيخ الحكمي إن «الرسول صلى الله عليه وسلم أقام صلاة العيد، ومن بعده الخلفاء الراشدون الأربعة».
من جانبه، وردا على من ينكر صلاة العيد، قال الدكتور عبد الحليم منصور، رئيس قسم الفقه المقارن، ووكيل كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر - فرع الدقهلية: «ثبتت مشروعية العيدين بالكتاب والسنة والإجماع، فمن الكتاب قوله تعالي: (إنا أعطيناك الكوثر. فَصَلِّ لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر)، فهذا نص في مشروعية صلاة عيد الأضحى لا يسوغ خلافه». وتابع الدكتور منصور بقوله: «ومن السنة ما ورد أن النبي عليه الصلاة والسلام لما قدم المدينة ووجد أهلها يحتفلون بيومين فيها، قال ما هذان اليومان؟ قالوا: (كنا نلعب فيهما في الجاهلية)، فقال عليه الصلاة والسلام: (قد أبدلكما الله خيرا منهما؛ يوم الفطر ويوم الأضحى)».
وأضاف رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر لـ«الشرق الأوسط»: «من السنة أيضا حديث بن أوس الأنصاري عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطرق تنادي في الناس: اغدوا يا معشر المسلمين إلى رب كبير يمن بالخير ويثيب عليه الجزيل، لقد أمرتم بقيام الليل فقمتم، وصيام النهار فصمتم، وأطعتم ربكم، فاقبضوا جوائزكم. فإذا صلوا نادى مناد ارجعوا راشدين إلى رحالكم فهو يوم الجائرة) ويسمى في السماء بيوم الجائزة». وتابع بقوله: «أما الإجماع، فقد أجمع العلماء سلفا وخلفا من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا على مشروعية العيدين؛ عيد الفطر وعيد الأضحى، ولم يخالف في ذلك مخالف إلى يومنا هذا.. فلا عبرة بقول من خالف بعد ذلك، لأنه قول يرده النص والإجماع، ولا يستند إلى شيء من كتاب أو سنة، فلا يعتد به ولا بقائله».
الشرق الأوسط |