خلافات الاكراد تعصف بانتخاب رئيس للبلاد وتؤجله لغد
وافق مجلس النواب العراقي، الاربعاء، على طلب التحالف الكردستاني بتاجيل التصويت على مرشح رئيس الجمهورية الى يوم غد الخميس. وقال رئيس البرلمان سليم الجبوري خلال جلسة البرلمان التي عقدت، اليوم، ان "مجلس النواب وافق على طلب التحالف الكردستاني بشأن تحديد مهلة لمدة 24 ساعة لحسم مرشحهم لرئاسة الجمهورية". وأضاف الجبوري ان "التحالف سيحدد مرشحا واحدا لشغل هذا المنصب". واضاف ان رئاسة المجلس تسلمت 113 طلبا للترشح لمنصب رئيس الجمهورية وتمت مخاطبة الادارات المختصة حول صحة الطلبات ومنها هيئة النزاهة واجتثاث البعث ومجلس القضاء حول القيد الجنائي فتم استبعاد قسم منهم لشمولهم بقوانين هذه الادرات اضافة الى عدم الحصول على الشهادة او تجاوز العمر وبقي هماك 93 مرشحا فقط. وأوضح ان رئاسة البرلمان تسلمت طلبا من التحالف الكردستاني يطلب تأجيل جلسة التصويت على رئيس الجمهورية لمدة 24 ساعة حتى يتسنى له دخول الجلسة غدا بمرشح واحد مؤكدا بالقول" نحن عازمون على حسم الامر الليلة" وعندما طرح الجبوري الطلب على النواب وافقوا عليه بالاكثرية. وجاء طلب الاكراد هذا بسبب اخفاقهم في الاتفاق على تحديد مرشح واحد من بين ثلاث شخصيات كردية تقدمت للترشح وهم : برهم صالح نائب رئيس الوزراء الاتحادي رئيس حكومة اقليم كردستان سابقا وؤاد معصوم رئيس اول حكومة في الاقليم عام 1992 واول رئيس للبرلمان الاتحادي بعد سقوط النظام السابق عام 2003 .. ثم قدم نجم الدين كريم محافظ كركوك الحالي ترشحه بشكل فردي. مرشحون جدد وانسحابات والمتبقي 93 مرشحا للرئاسة وبالتزامن مع ذلك فقد اعلن صالح المطلك نائب رئيس الوزراء رئيس ائتلاف العربية ترشحه لمنصب الرئيس مؤكدا ان الرئاسة يجب ان تكون عراقية لتمثل العراق العربي في المحافل الدولية . ومن جهتهما سحب المرشحان مهدي الحافظ من ائتلاف وحدة العراق واكرم ترزي عن كتلة الاحرار الصدرية ترشحهما . ولذلك فقد دعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم جميع المرشحين الى منصب رئيس الجمهورية من غير الكتل الكردستانية الى سحب ترشيحهم لتسيير العملية السياسية بما يحقق الاطمئنان لمكونات الشعب العراقي في التمثيل بالمواقع السيادية العليا بالدولة. وقال الحكيم في كلة رمضانية "ادعو جميع المرشحين من غير الكرد وبسبب الظرف الاستثنائي الراهن سحب ترشيحهم لمنصب رئيس الجمهورية حتى لا نشهد بعثرة للاصوات في ظل وجود اكثر من 100 مرشح وان لا نشهد مفاجآت تثير القلق والمخاوف وان تسير العملية بانسيابية ونشهد رئيسا كرديا حتى تطمئن كل المكونات ونكون قادرين على الخروج من هذه الازمة بقوة". وأضاف "لذا ادعو الجميع رغم حقهم الدستوري في الترشح الى الانسحاب حتى نكون امام مرشح واحد من الكتل الكردستانية ونتمنى ان يتحقق ذلك فالمرحلة لا تتحمل اطلاق رسائل سياسية وتكتيكات لصعوبتها ومرور العراق في ظروف بالغة الحساسية ونتمنى ان نعبر المرحلة باقل الخسائر". وأشار الحكيم الى "اننا نرى في هذه الخطوة تعزيزا اللحمة بين العراقيين رغم حق أي شخص الترشح، ولكن نريد ان يكون بناء العملية السياسية في هذه الفترة بشكل يطمئن الجميع وينزع فتيل الازمة ويطيب الخواطر ولا خيار لنا الا العراق الواحد الموحد ولابد ان نكون متوحدين متكاتفين متحابين ومسألة التطمين مهمة للغاية ويكون من خلال التمثيل بالخط الاول للمواقع السيادية فبعد ان انتخبنا رئيس مجلس النواب من السنة اطمئن الاخوة في المناطق الغربية بانهم ممثلون في الدولة وكذلك اسناد مرشح رئاسة مجلس الوزراء يطمئن جنوب البلد ونحتاج ترشيح رئيس جمهورية يطمئن جزءاً مهما من الشعب في شمال البلاد". ولا يتمتع رئيس الجمهورية في العراق بصلاحيات واسعة بموجب الدستور لأن رئيس الوزراء هو "الرئيس التنفيذي الأعلى في البلاد وهو القائد الفعلي للقوات المسلحة"، "أما منصب الرئيس فهو منصب شرفي ويقوم بتوقيع الاتفاقات وله نائبين يختارهما البرلمان وهو يرشح رئيس الوزراء من الكتلة الغالبية في البرلمان". أما البرلمان فيتمتع بـ"صلاحيات واسعة لتجسيد دور الشعب ومنها سن القوانين والرقابة على السلطة التنفيذية وله الحق في استجواب وتعيين كبار المسؤولين في الدولة". يذكر ان منصب رئيس الجمهورية هو من نصيب التحالف الكردستاني بحسب التوافقات السياسية والمحاصصة الطائفية والقومية المعقودة بين المكونات والاحزاب في الدورات الرئاسية الماضية .