البرلمان العراقي مؤسسة الفساد الأولى

لا أعتقد أن يختلف اثنان من العقلاء على وجود مخطط كان معد سلفا لأجتياح العراق شاء الآخرون أم أبو ولاأقصد بذلك الجزء العسكري فقط بل ماجاء بعده وهوالأصعب والأهم لهم...فالأجتياح العسكري محسوم تكنولوجيا ولكن ماذا بعده وماهي أدوات الفصول اللاحقة....؟!!  

لا أخفيكم سرا...نحن كنا الأداة لتمرير الفصول القذرة ونحن من ساهم مساهمة فعالة بتغطية أفعال أشباه الرجال من المحسوبين على أبناء العراق الذين تكالبوا للدخول الى البلد تكالب الضباع على الفريسة ونحن الذي هيئنا المناخ المثالي لهؤلاء الشراذم  والمشردين في أصقاع الأرض لتمرير ماتمليه عليهم نفسيتهم المريضة وعقدهم تجاه كل العراقيين الشرفاء..العراقيون الذين آثروا البقاء في وطنهم على الرحيل رغم المصيبة و الألم و الجوع والحرب طوال عقدين من السنين...!! العراقيون البسطاء  الذين أوهمتهم حروف الديمقراطية البغيضة بتلبية أمنيات السماء قبل الأرض وعيش لايدانيه عيش الأمراء... فأنطلت على أغلبهم عناوين اللاعبين دون الدخول في تفاصيل اللعبة ولم لا فالعراق الأغنى طولا وعرضا وتاريخه الأروع  وهؤلاء القادمون بالعقال العراقي أو العمامة أو الكرافته  يقال أنهم من الأرث الأصيل لخلايا النضال(العمالة...وهي الأصح)  فعاش أبناء الشعب أوهام السذاجة ونسوا أن تاريخنا لايخلو من الغدر والخيانة والكثير من العناوين القذرة التي أبقت بصماتها الملوثة على جسد هذا البلد منذ عشرات أو مئات السنين والى يومنا هذا,,,

لقد تم تهيئة العقول للدخول في متاهة الحرية والتعبير عن الرأي وممارسة الديمقراطية واستغل ذلك لتثبيت رؤوس الثعابين الكبيرة في أماكن لم يحلم حتى أجدادهم بالوصول اليها بعد وضع دستور مهلهل لخدمة توجهاتهم الخبيثة والمريضة وتبجحوا بالأنتخابات التي أوصلتهم الى ماهم عليه منذ ثمان سنوات والى حين...فتراهم يتبادلون المواقع بنفس الأسماء والأشكال مع زيادة مضطردة في شدة النتانة بعد الأطمئنان لصمت الشعب المخيف ولاأعلم الى متى يبقى الصمت ولماذا فهل هو الركون من هول الكارثة أم السكون ماقبل العاصفة...!!

ان المؤسسة المسخرة للعب كل هذه الأدوار بمصداقية وخط سير لاهوادة فيه منذ تشكيلها ولحد الآن هي مجلس النواب العراقي!! فأذا أردت أن تقدر حجم الدمار في العراق ماعليك الا النظر لهذا المجلس  والى تصرفات أعضائه والى توجهاتهم الحقيقية وانتماءاتهم وولاءاتهم الفكرية ولانستثني أحدا منهم فمن يساير العميل والسارق والقاتل والمتسترخلف الشعارات لايختلف عن الآخرين في شيء ,,,

هذا المجلس هو الذي أسس لدستور المهازل في العراق وهو من اختار شكل الحكومات خلال الفترات السابقة وهو من اختار الرؤساء والوزراء  وهو من أفسد الصناعة والزراعة  وأرجعها للوراء عقودا من الزمن وهو من تبجح بكشف الفساد لذر الرماد في العيون وليس محاسبة المقصرين وهو الذي يشرع لقوانين السرقة وهيكلة البلد وثرواته وقتل طموحات أبنائه في العيش الكريم,,,

لكم أن تتذكروا أي مشروع قرار أو قرار حقيقي يخص أبناء الشعب تتم مناقشته مناقشة جدية ويتخذ بحقه مايلزم فعلا..!!؟؟ لديكم على سبيل المثال قانون التقاعد ومصيبة رواتب المتقاعدين وأرقامها المخزية والتي لاتليق حتى بالمتسولين...مئات المصانع الحكومية المعطلة لأرضاء دول الجوار ودعم ميزانياتها وليذهب العراق الى الجحيم,,أرقام البطالة المتزايدة...تضخم اقتصادي تجاوز الرقم 7%وهو مخيف في مقاييس بلد مثل العراق...درجات الفساد الأداري والمالي بين المسؤولين الكبار وحاشياتهم التي وصلت القمة بين البلدان الأكثر فسادا في العالم...تخبط في اقرار وتنفيذ مشاريع مايسمى بالأعمار..جرائم القتل والأغتيالات والتفجيرات المفتعلة وغير المفتعلة هنا وهناك وكم من مرة تم استدعاء هذا الوزير أو ذاك الى المجلس الموقر وسبعون ألف خطة أمنية جديدة يتحدث عنها الداهية الفلاني صاحب كتاب الأغاني ودهاه آخرون وهم كثر... وانتظرنا أشهرا وسنين وماذا كانت النتائج...!!أما قانون الرواتب الرئاسية والدرجات الخاصة فلم يأخذ منهم سوى نصف ساعة للتصويت والقبول بما أنزل عليهم من الملايين الغير مستحقة...!!40 مليار$ في خزينة الدولة ذابت بين المكاتب والأقلام ولا يعرف لها مصير لحد الآن وهي تعادل ميزانية ثلاث دول مجاورة للعيش برفاهية..؟وزارات أمنية لم يتفق عليها منذ أشهر وبقيت تدار بين الخال وأبن أخته على أمل التوافق ولاتوافق ولكم تصور طريقة أدارة هذا البلد وبأيدي من...!!

نحن لسنا بصدد التجني على أحد من أعضاء المجلس أو غير المجلس ولكن هذه هي الحقيقة فحتى أخطاء الحكومة يجب أن يسائل عنها في البرلمان ويحاسب عليها ولكن من سيحاسب من..؟! فكلهم من العجينة نفسها وتخيلوا مصيبتنا وأضحكوا كثيرا فشر البلية مايضحك..!!

نحن نعتقد بضرورة تسمية البرلمان بجامعة الفساد الأولى أو جمعية المخربين العراقيين أو مجلس النهب المشروع ولكم أن تقترحوا له تسميات مشابهه أخرى فكلها تليق بماهو عليه..ولا تنسوا أن تلوموا أنفسكم في كل الأوقات فأنتم من أوصلتموهم بأصابعكم المخضبة بحبر الخداع الى ماهم عليه وهم الآن يتبجحون بذلك للدفاع عن شرعيتهم ولهم الحق في هذا ...!

 ان تشكيل لجنة من المفكرين والعقلاء والمختصين والبدأ بحل البرلمان والحكومة وتشكيل حكومة طوارئ أمر حيوي في هذه المرحلة لسحق كل وجوه التغيير المفتعل والديمقراطية الكاذبة الذين يجثون على الصدور منذ السقوط والى الآن فالانتظار بات أمر غير ذي نفع معهم فهم في كل يوم يثبتون لنا حجم الاستهتار بمقدرات الشعب... فهذه الحشود والتظاهرات على قلة أعدادها (نسبة لحجم الضرر) ومطالبها المنطقية في الأغلب  فهي لأتلقى سوى الاستهزاء من السيد المسؤول أيا" كان موقعه فالمواطن في وادي والسلطة في وادي سحيق آخر ونقول سحيق لأن أمل الرجوع للعقل والرشاد بات أمرا" مستحيلا" مع هؤلاء المنتفعين ولا أقول  سياسيين لأنهم ليفقهوا من السياسة شيئا ولا يمتوا لها بصلة ..التاريخ قاسي ولن يرحم وسيذكر المرحلة بسطور وصفحات مخزية لهم ولأبنائهم فأذا باع الإنسان ضميره ووطنه فقد شرفه واذا فقد الشرف تهون عنده باقي الأمور...

ان مسؤولية الأنتفاض والتغيير وضرورة التحرك يجب أن يتبناها أصحاب الرأي والقلم الشريف والفعل الصادق لأن الكثير من البسطاء من أبناءنا ليس عندهم قدرة التعبير عن المعاناة أوكيفية اختيار وسيلة الوصول للهدف ونحن مع كل خطوة شريفة مدروسة تقود البلد نحو الإنقاذ من الضياع ولكن ليس الى ضياع آخر

د . احسان الخزاعي  

المقالات لا تمثل بالضرورة رأي الموقع وتمثل آراء أصحابه